نشـأة مكّـة

نشـأة مكّـة


قصّة بناء الكعبة : تجمع أغلب المصادر التّاريخية على أن عام 2800 ق.م ، هو العام الذي قدم فيه إبراهيم عليه السّلام وبصحبته زوجه هاجر وابنها إسماعيل من أرض كنعان "فلسطين" إلى الموقع المهجور الذي بنيت بجواره الكعبة المشرّفة وأقيمت حولها مدينـة مكّة المكرّمة . وقد عاد إبراهيم لمدينة الخليل تاركاً زوجته الشّابّة وابنه الرّضيع في واد جدب لا زرع فيه ولا ضرع . وكانت حكمة الله التي جسّدت وضع مكة وفضلها وحرمتها وقدسيّتها ، فيما جاء في الآيات القرآنية : ( وإذ جعلنا البيت مثابةً للنّاس وأمناً واتّخذوا من مقام إبراهيم مصّلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي للطّائفين والعاكفين والركّع السّجود ) ( 125 سورة البقرة ) . ( وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثّمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتّه قليلاً ثم أضطرّه إلى عذاب النّار وبئس المصير ) ( 126 سورة البقرة ) . ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت السّميع العليم ) ( 127 سورة البقرة ) . ( ربّنا إنّي أسكنت من ذرّيتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربّنا ليقيموا الصّلاة فاجعل أفئدةّ من النّاس تهوي إليهم وارزقهم من الثّمرات لعلّهم يشكرون ) (27 سورة إبراهيم ) . بئر زمزم كانت بداية قيام مكة : حين ترك إبراهيم عليه السّلام زوجه هاجر وابنه إسماعيل عائداً من حيث أتي ، وحين نفذ الماء الذي تركه لهما ، اشتدّ العطش بالرّضيع وزاد صراخه مما دفع أمه هاجر إلى البحث عن المياه بين الصّفا من جبل أبي قبيس والمروه من جبل قيقعان اللذين يزخران بالصّخور الصماء التي لا تظهر فيها علامات الحياة . وقد استمرّت هاجر في سعيها هذا حتّى أرسل الله جبريل عليه السّلام ليهمز بجناحيه ويركل بقدمه الأرض القفراء فتفجّر عين زمزم وتجري منها المياه وتروي هاجر عطش ابنها الرّضيع وتسكت صراخه . ويروي البخاري عن حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الحوار الذي دار بين هاجر وجبريل عليه السلام ، إذ قال لها : " لا تخافوا الضّيعة ، فإن ها هنا بيت الله ، يبنيه هذا الغلام وأبوه والله لا يضيّع أهله " ، كما يروي الطبراني عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قول جبريل عليه السلام لهاجر : " لا تخافي على أهل هذا الوادي ظمأً ، فإنّها عين يشرب منها ضيفان الله " . ومع ظهور زمزم في هذا القفر أصبحت الحياة فيه أمراً ممكناّ ، فأقامت هاجر وابنها حول البئر ، وأصبحت ترد عليهما القوافل فينالان منها ما يكفيهما . ومن الثّابت أنّ الموقع الذي بنيت عليه مكّة لم يصبح تجمّعاً سكّانياً مستقراً إلاّ بعد أن اتّخذها إبراهيم عليه السّلام مقاماً وسكناً لهاجر وابنها ، حيث كانت مجرّد مكان تحطّ فيه القبائل للرّاحة ، وسوقاً للاتّجار وتبادل البضائع بين القادمين من الجنوب ومن الشّمال .

( 2 )


قيام أول تجمع سكاني :

وقد استهوى ظهور زمزم بعض القبائل للإقامة حولها . ويروى أنّ قبيلة جرهم اليمنية كانت أوّل قبيلة تقطن الوادي بعد تفجّر مياه زمزم ، ويروي آخرون أنّ هذه القبيلة كانت موجودة قبل ذلك ، وكان يقطن معها حول موقع مكة قوم آخرون هم العماليق . وأيّاً كان الأمر فقد تزوّج إسماعيل عليه السّلام فتاة من قبيلة جرهم أنجبت له نسلاً كثيراً سمّوا بالعرب المستعربة . التّشكيك في قصّة ارتحال إبراهيم عليه السّلام إلى الحجاز : يشكّك المستشرق " سير وليم موير Sir W.Muir " في قصّة ذهاب إبراهيم بزوجه هاجر وابنه إسماعيل للحجاز ، ويعتبرها أكذوبة ابتدعها اليهود قبل ظهور الإسلام بأجيال ليوجدوا صلة قرابة ما بينهم وبين العرب تكفل لهم حسن معاملتهم لليهود الذين ينزلون بينهم ، وييسّروا لهم تجارتهم في شبه الجزيرة العربية . واستند في ذلك إلى القول بأنّه لا توجد صلة بين دين إبراهيم الذي كان حنيفاً مسلماً ، وبين عبادة الأوثان التي كانت منتشرة بين العرب قبل ظهور الإسلام . وفسّر وجود جماعة من نسل إبراهيم وإسماعيل عليهما السّلام في الحجاز بأنّ هذه الجماعة ربّما ارتحلت من فلسطين إلى بلاد العرب واتّصلت بهم وأقامت صلة النّسب معهم . تهاوي الحجج التي قام عليها هذا التّشكيك : غير أنّ هذا التّفسير سرعان ما يتهاوى أمام واقعة ذهاب إبراهيم واسماعيل عليهما السّلام للحجاز التي أكّدتها روايات التاريخ وتحدث عنها وأكّدتها بعض الكتب السّماوية . فالحجّة التي يشير إليها موير من أنّ انتشار الوثنيّة بين العرب يتعارض مع كون إبراهيم حنيفاً مسلماً ، هي حجة واهية . ذلك أنّ انتشار عبادة الأوثان بين العرب كما يقول د. محمد حسين هيكل ، جاءت بعد موت إبراهيم عليه السّلام بقرون طويلة . وحتى لو كانت موجودة أيام مجيئه للحجاز وتردّده عليها ، فلا يبرّر ذلك ما ذهب إليه موير . فإبراهيم الذي خرج من العراق فاراً بدينه إلى فلسطين ومصر ، لم يجد استجابة من الأمم و الأقوام التي بشّر فيها بذلك الدّين الحنيف . كذلك فلابدّ وأنّه كان يعلم بأمر الطّريق التّجاري الذي كان يربط موقع مكّة بشمال الجزيرة العربية وجنوبها والذي كان يبتعد عن مراكز الدّيانات الوثنيّة ومعتنقيها ، الأمر الذي أوحي إليه بفكرة التّبشير بدينه بين القبائل التي تقطن ذلك الطّريق وبخاصّة في الموقع الذي أقيم فيه البيت الحرام وشيّدت حوله مكّة . وهذا ما يؤكّـده القرآن الكـريم : ( وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت ) ( 26 سـورة الحج ) ، ( وطهّر بيتي للطّائفين والقائمين والرّكع السّجود ، وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كلّ فجّ عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ). ( 28 سورة الحج ) . كذلك فإن إبراهيم عليه السّلام ما كان ليترك زوجته وولده إسماعيل في هذا الموقع الذي يخلوا من كل أشكال الحياة ، وتعيش فيه الكواسر والوحوش دون سبب واضح ومحدّد وهو طاعة أمر الله في إقامة البيت الحرام والقيام بأمر العبادة حوله والتّبشير بهذا الدّين الذي يجعل من معتنقه عبداً حنيفاً مسلماً . وهذا ما تشير إليه ال الكريمة : ( ربّنا إنّي أسكنت من ذرّيتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ، ربّنا ليقيموا الصّلاة فاجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثّمرات لعلّهم يشكرون ) ( 37 سورة إبراهيم ) . فإبراهيم كان يعلم أنّ هذا الموقع هو ملتقى القوافل والتّجارة التي تقطع الجزيرة من شمالها إلى جنوبها ، وأنه يمثّل بيئة مواتية لنشر دينه . ومهما يكن من أمر ، فإن تفجّر مياه زمزم كان بداية التّجمّع السّكاني الذي قام حولها ، حيث قام إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السّلام بعدها ببناء الكعبة المشرّفة التي أصبحت مزاراً دينياً يحجّ إليه العرب من كلّ أنحاء الجزيرة العربيّة . سيّدنا إبراهيم وابنه إسماعيل يقومان ببناء الكعبة : تكرّرت زيارات إبراهيم عليه السّلام إلى الموضع الذي ترك فيه هاجر وولدها الرّضيع بقربه ، وشرع وابنه إسماعيل في بناء البيت الحرام عام 2430 ق.م . وفي هذا يقول تعالى : ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت السّميع العليم ) . كان الموقع الذي بني عليه البيت الحرام مرتفعاً عن الأرض فوق ربوة ، وكانت السّيول تجري عن يمينه وعن شماله . وحين قدم إبراهيم عليه السّلام من الشّام خاطب إسماعيل بأنّ الله قد أمره بأن يبني بيتاً فوق تلك الرّبوة التي ترتفع عمّا حولها ، وسأله عمّا إذا كان سيعاونه في ذلك الأمر ، فأجابه إسماعيل عليه السّلام بأن يطيع ما أمره الله به وأنّه سيعينه في ذلك ، فبدأ في بناء الكعبة حيث كان إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني . حتّى إذا ما ارتفع البناء جاء إسماعيل بحجر ليقف عليه إبراهيم عليه السّلام ويستأنف البناء . وسمّي ذلك الحجر الذي ظلّت آثار أقدامه ظاهرة عليه بمقام إبراهيم عليه السّلام . وظلاّ على هذا الحال يبنيان ويردّدان : " ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت السّميع العليم " . وبعد أن أتمّا بناء الكعبة ، أمر الله إبراهيم عليه السّـلام بأن يدعو الناس للحجّ : ( وأذّن في النّاس بالحجّ يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كلّ فجّ عميق ) ( 27 سورة الحجّ ) . وحين اطمأنّ إلى قيام البلد الذي كان يرجوه حول بيت الله الحرام دعا إبراهيم ربّه ( ربّ اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام ) ، ثم قفل عائداً إلى بلدة الخليل بفلسطين حيث يعتقد بأنّه مات ودفن فيها . وهكذا يمكن أن نتصوّر كيف نشأت مدينة مكّة ونمت ، حتى أصبحت مركزاً تجارياً هاماً تفد إليه قوافل التّجارة ، ومقاماً آمناً يسكن إليه النّاس ويؤمّه العرب من كل أنحاء الجزيرة ابتغاء حجّ البيت والطّواف حوله تبرّكاً به وتقديساً له .


( 3 )

ولاية إسماعيل والجراهمة :

أصبح إسماعيل زعيماً للعرب حيث امتد حكمه للحجاز بعامة إضافة إلى مكة . وحين وافته المنيّة تولّى الجراهمة أمر الكعبة وسدانتها ، حيث لم ينازعهم أبناء إسماعيل في أمر البيت احتراماً لخئولتهم وقرابتهم . ويرى آخرون أنّ ولاية الكعبة كانت لأبناء إسماعيل يعاونهم في ذلك الجراهمة أخوالهم . هزيمة الجراهمة على يد خزاعة : والرّاجح أنّ سدانة الكعبة ومفاتيحها ظلّت في يد ذرّية إسماعيل حتى انتهت ولايتها إلى "نابت" ، ثمّ انتزعها الجراهمة منه . واستمرت جرهم تتولّى رعاية البيت وسدانته فترة من الزّمن دون منازع . غير أنّ الأمر لم يدم على حاله حيث قدمت قبيلة أخرى من اليمن عقب انهيار سدّ مأرب ، هي قبيلة خزاعة التي نازعت الجراهمة على ولاية مكّة وسدانة الكعبة واستولت عليهما ، وطردت الجراهمة وكذلك أبناء إسماعيل من مكّة حيث تفرقوا حول مكة وفي تهامة . وقد ساعدها في ذلك أن الجراهمة قد بغوا وتجبّروا وظلموا كل من كان يدخل مكة من الحجّاج وغيرهم ، كما استحلّوا حرمة البيت الحرام واستولوا على الأموال والهدايا التي كانت تهدى للكعبة . وقد انتشرت فيهم الرّذائل واستشرى الفساد بينهم حتى ضعف حالهم وأصبحوا لقمة سائغة لخزاعة التي هزمتهم وطردتهم من مكة كلها وتولّت أمر الكعبة واستأثرت بسدانتها . ولاية خزاعة على مكّة : انتزعت خزاعة ولاية مكّة وسدانة الكعبة من الجراهمة حوالي القرن الثالث الميلادي ، وقد سادت لهم مكة قرابة قرنين من الزمان ، وفي رواية أخرى خمسمائة سنة . وفي عهدها شهدت مكّة تطوراً متتالياً حيث عمل زعيمها عمرو بن لحيّ على تنشيط الحجّ إلى مكّة بعد أن قضى على مظاهر الظّلم والفساد الذي استشرى في عهد الجراهمة الذين كانوا يعتدون على القوافل والتّجار الذين يمرّون بمكّة أو يفدون إليها بغية الاتّجار والحجّ ، وكذلك إهمالهم لبئر زمزم التي كانت السّبب في قيام أوّل تجمع سكاني مستقر في مكّة كما كانت توفّر المياه للوافدين إليها والمقيمين حولها . ولما كانت الحنيفية تعتبر غير مرغوبة للقبائل العربية البعيدة ، كما تعرضّت للوهن والضّعف حتى بين ذرّية إسماعيل ، فقد عمل عمرو بن لحي على جلب الأصنام من مختلف أنحاء الجزيرة العربية ووضعها حول الكعبة ليرغّب مختلف قبائل العرب وبخاصّة الشمالية منها في الوفود إلى مكة والحجّ إلى الكعبة تقرباً من أصنامها ، فيضمن بذلك عودة النّشاط التّجاري إلى مكّة . ويعتبر "حليل بن حبشية " آخر من ولّى أمر مكّة من خزاعة ، وفي زمانه ظهر "قصيّ بن كلاب" الجدّ الخامس للرّسول عليه الصّلاة والسّلام . ولاية قَصيّ بن كلاَّب : تقول الرّوايات بأنّ أمّ قصيّ تزوّجت بعد وفاة زوجها كلاب بن مرّه والد قصيّ برجل من بني عذره اسمه ربيعة بن خزام الذي رحل بها وابنها إلى بادية الشام ، حيث تربّى بين آل ربيعة . وحين اشتدّ عوده وعلم بحقيقة نسبه عاد إلى موطن آبائه وأجداده في مكة . وقد عزّ على قصيّ أن يرى أهله وذويه يخضعون لسطوة حكّامهم من بني خزاعة الذين يعتبرهم أجانب قدموا من اليمن ، وبدأ يخطّط بحكمة ودهاء لتحقيق هدفه المنشود في تحرير مكّة من حكم خزاعة ، فاشتغل بالتجارة حتى كثر ماله ، وتزوّج من ابنة "حليل بن حبشية " الخزاعي الحاكم آنذاك وتدعى "حبى" أملاً في أن يرث ما كان يتمتّع به والدها من امتيازات وسلطان . وبذكائه الخارق وقوّة حيلته وشخصيّته استطاع أن يشتري مفاتيح الكعبة من سادنها أبي غبشان . وكان يعلم ما لمثل هذا الفعل من نتائج خطيرة ، فعمل على الاتّصال سرّاً بعشائر قريش وبطونها المنتشرة في تهامة وحول مكّة ووحّد كلمتها وجمعها حوله ، كما حالف بطون بني كنانة ، واستنصر أخيه لأمّه ليمدّه بالمساعدة إذا ما تطلّب الأمر . وحين توفّى صهره "حليل بن حبشية" واستولى على مفاتيح الكعبة وأعلن أحقيّته بولايتها وسدانتها ، استنكرت عليه خزاعة ذلك ، ودارت الحرب بينه وبينها حتى انتصر عليها وطردها من مكّة كلها ، ودانت له سيادة مكّة وسدانة الكعبة . مكانة قصي في التاريخ الحجازي : حظي قصيّ على مكانة رفيعة في بلاد الحجاز وذاع صيته فيها . فبعد انتصاره على خزاعه وطردهم ، واستتباب ولاية مكة وسدانة الكعبة بين يديه ، قام بجمع بطون قريش وعشائرها التي كانت منتشرة في أنحاء متفرّقة من تهامة وحول مكّة ليجعل منها عصبيّة بالقرابة حتى لقب "مجمعاً " . قصيّ هو أول من أمر ببناء البيوت حول الكعبة : وقد خصّص لكلّ بطن من بطون قريش حيّاً خاصاً حول الكعبة حتّى أصبحت البيوت التي شيّدت في هذه الأحياء كالحصون تحيط مكّة من كل جانب . وكان النّاس قبل ذلك لا يجرأون على البناء بجوار الكعبة مبالغة في تقديسها . غير أن حجّة قصي في مخالفة ذلك الوضع تستند إلى ضرورة وجود حماة يقيمون حول الكعبة ، يتعهدونها بالرعاية ويدفعون عنها الأخطار . قصيّ هو الذي أنشأ دار النّدوة : كذلك أقام قصيّ دار النّدوة التي كانت تعنى بحسم المشاكل وحلّ الخلافات التي قد تقوم بين قريش والقبائل العربية الأخرى من ناحية ، وبين عشائر قريش ذاتها وبطونها من ناحية أخرى . وكان لا يدخل هذه الدّار إلا من بلغ سنّ الأربعين ، كما كان العرب يزوّجون فيها بناتهم ويعقدون فيها لواء الحرب . وقد انتهى أمر هذه الندوة فور مجيء الإسلام . أمّا راية الحرب والتي كانت تسمّى باللواء فظلّت في يده حتّى انتهى أمرها إلى بني أميّة من ذريتّه . كذلك أسندت إليه " الحجابة " وهي سدانة البيت التي تتيح له فتح باب الكعبة وغلقها وخدمتها والاحتفاظ بمفاتيحها ، ثم استقرّت بعد ذلك بيد بني شيبة . خلاصة القول أن قصيّ جمع في يديه كلّ السّلطات الدّينية والسّياسية والعسكريّة ، كما كانت مكّة في عهده علي قدر كبير من التحضّر والرّقي الثّقافي والسّياسي والاجتماعي . فأهلها كانوا يشتغلون بالتّجارة التي أتاحت لهم الاحتكاك بالثّقافات والحضارات الأخرى في بلاد فارس وأرض الرّوم ومصر .

جغرافية مكة:

تقع مكة المكرمة عند تقاطع درجتي العرض 21/25 شمالا ، والطول 39/49 شمالا ، ويعتبر هذا الموقع من اصعب التكوينات الجيولجية ، فاغلب صخورها جرانيتية شديدة الصلابة ويصل ارتفاعها عن سطح البحر الى اكثر من ثلاثمئة متر. ويحتضن مكة وادي ابراهيم الذي ينحصر بين سلسلتي جبال متقاربة من جهات الشرق والغرب والجنوب. فالسلسلة الشمالية تتالف من جبل الفلق وجبل قعيقعان ( هندي ) والسلسلة الجنوبية تتالف من جبل ابي حديدة غربا، ثم جبل كدي باتجاه الجنوب الشرقي ثم جبل ابي قبيس في الجنوب الشرقي ثم جبل خندمة . ولمكة المكرمة ثلاثة مداخل رئيسية هي المعلاة وتعرف باسم الحجون والمسفلة والشبيكة. وقد تعارف الناس على ان المعلاة هي كل ما ارتفع عن مستوى ارض المسجد الحرام والمسفلة هي كل ما كان دونه. ...
********************************
كتاب "مرآة الحرمين"، إبراهيم رفعت .

المناخ


تتأثر مدينة مكة المكرمة بعوامل مناخية عدة أهمها مناخ البحر المتوسط شتاءاً والمحيط الهندي صيفاً. كما أن لوقوع المدينة على سلسلة جبال السروات وقربها بعض الشيء من البحر الأحمر أثر آخر في المناخ . ودرجات الحرارة بصفة عامة مرتفعة ، ويصل أقصى انخفاض لها إلى ( 20درجة مئوية ) في شهري يناير وفبراير ، ثم تزيد تدريجيا لتصل إلى ذروتها بحلول شهري يونيو ويوليو ( 47 درجة مئوية ) ، وتبلغ الرطوبة النسبية حوالي 45-53% ، أما مستوى التبخر فيصل إلى 11مم/اليوم ، في حين تختلف سرعة الرياح باختلاف الفصل ، ويندر هطول الأمطار إذ يبلغ هذا المتوسط 1033مم/سنه .


حرمة مكة المكرمـــــة



عن مجاهد قال : " أن هذا الحرم حُرٌِم حذاؤه من السماوات والأرضيين السبع " أخرجه الأزرقي في مسند الشافعي

عن ابن شريح الكعبي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"ان الله سبحانه حرم مكة ولم يحرمها الناس ، ولا يحل لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دماً ، ولا يعضدها شجرا ، فإن ارتخص أحد فقال : أحلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إن الله سبحانه أحلها لي ولم يحلها للناس ، وإنما أحلت لي ساعة من نهار ، ثم هي حرام كحرمتها بالأمس " انتهى باختصار.

وأخرج الأزرقي والجندي والبيهقي في الشعب وضعفه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من أدركه شهر رمضان بمكة فصامه كله وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان بغير مكةِ وكتب له كل يوم حسنةِ وكل ليلة حسنةِ وكل يوم عتق رقبةِ وكل ليلة عتق رقبةِ وكل يوم حملان فرس في سبيل اللهِ وكل ليلة حملان فرس في سبيل اللهِ وله بكل يوم دعوة مستجابة"

وأخرج الأزرقي والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"هذا البيت دعامة الإسلام من خرج يؤم هذا البيت من حاج أو الفاء كان مضمونا على الله إن قبضه أن يدخله الجنةِ وإن رده أن يرده بأجر أو غنيمة"

وقيل في فضل مكة :
" من كان بمكة وفاتته ثلاثة أشياء فهو محروم من مضى عليه يومان ولم يطف بالكعبة ومن حلق رأسه من غير عمرة ومن صام ولم يجعل فطره على ماء زمزم "

فضائل مكة المكرمة



المسجد الحرام

1- أنها مهبط الوحي ومركز نزول القرآن وابتداء ظهور الإسلام .
2- أنه ليس فيها إلا دين واحد وهو الإسلام فليس فيها دينان .
3- أنه يمنع شرعاً دخول الكافر ودفنه فيها .
4- أنه يحرم حمل السلاح فيها إلا لضرورة .
5- أنه يحرم صيدها على جميع الناس سواء في ذلك أهل مكة وأهل الحرم وغيرهم وسواء المحرم منهم والحلال .
6- أن دماء الهدايا والجبرانات مختص بمكة وبالحرم ولايجوز في غير ذلك البقاع .
7- أنه يحرم قطع شجرة ويضمن مايقطع منه .
8- أنه يحرم إخراج شئ من ترابه أو حجارته إلى الحل وإلى البلدان الأخرى .
9- مضاعفة الحسنات فيها وبالأخص الصلوات في المسجد الحرام .
10- أنه يبعث من مقبرتها سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب يشفع كل واحد منهم في سبعين ألفاً وجوههم كالقمر ليلة البدر كما في الحديث .
11- أن الدجال سيطأ جميع البلدان حين خروجه إلى مكة والمدينة وبيت المقدس .
12- أنه ما من نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا كذبه قومه إلا وخرج إلى مكة يعبد الله تعالى حتى يأتيه اليقين وأن حول الكعبة قبر ثلاثمائة نبي .
13- أن أهل مكة يتجهون في صلاتهم إلى الكعبة من جميع الجهات الأربعة بخلاف بلدان العالم فكل بلدة تتجه إلى الكعبة من جهة واحدة .
***
ويكفي من ذلك كله إنزال ذكرها في كتابه العزيز في مواضع عديدة :

( منها ) قوله تعـالى :
( أن أول بيت وضع للناس للذي بمكة مباركاً وهدى للعالمين )،
( ومن دخله كان آمناً )،
وقوله تعالى :
( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها) ،
وقوله تعالى:
( أو لم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً)، ال ،
وقوله تعالى :
( أو لم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شئ رزقاً من لدنا) ،
وقوله تعالى :
( بلدة طيبة ورب غفور ) على بعض الروايات أنها مكة،
وقوله تعالى: (والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس ) ،
وقوله تعالى :
( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) ،
وقوله تعالى :
( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين )،
وقوله تعالى :
( ببطن مكة )
وقوله تعالى :
( لتنذر أم القرى ومن حولها ) ،
وقوله تعالى :
( وأنت حل بهذا البلد) ،
وقوله تعالى :
( وهذا ا لبلد الأ مين ) ،

أسماء مكة المكرمة

العلماء ذكروا أن لمكة المكرمة أربعة أسماء نطق بها :
أولها - (مكة) قال تعالى :
(وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا) ، وقالوا : سميت بذلك لقلة مائها ، أخذا من قولهم "أمتك الفصيل" أي ولد الناقة ضرع أمه إذ امتصه ، وقيل لأنها تمك الذنوب أي تمحها ،
وثانيها - ( أم القرى ) قال تعالى :
(وهذا كتاب أنزلناه مباركا مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالأخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون) ،
وثالثا - (بكة ) بالباء الموحدة قال تعالى :
(إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) ،
ورابعها - (البلد الأمين ) وقد أقسم الله به في قوله :
(وهذا البلد الأمين).
******************
كتاب "مرآة الحرمين"، إبراهيم رفعت باشا

(( حـدود مكــة المكرمـــــة ))

ورد ان جبريل عليه السلام أقام ابراهيم عليه السلام على حدود الحرم وامره أن ينصب عليه الحجارة وكان اول من اقام أنصاب الحرم وهي الحد الفاصل بين الحل والحرم وبعد فتح مكة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم بن أسد الخزاعي فجددها واستمر خلفاء المسلمين واعيانهم يجددونها .

وفيما يلي المسافة تقريبا بين المسجد الحرام وبعض حدود الحرم

أضاة لبن ــــ الحديبية ــــ ـجعرانة ـــــــــــ نخلة ـــــــ التنعيم ــــــــــــ جبل عرفات
16كــــــم ـــــ 22كــــ ـــــم 22كـــ ـــــــــــم 13كم ـــــ7.5كـم ـــــــــــ 22كــــــــــم



أماكن وأثار:


غار حراء.

غار حراء...باعلى مكة على يسار الذاهب منها الى منى يرتفع 634متر واهل مكة يسمونه جبل النور .في اعلاه الغار الذي كان يتعبد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.وهذا الغار عبارة عن فجوة بابها نحو الشمال تسع نحو خمسة اشخاص جلوسا وارتفاعه قامة متوسطة.والواقف على هذا الجبل يرى مكة وابنيتها كما يرى جبل ثور.قمة الجبل تشبه سنام الجبل فلا يوجد جبل بمكة ولا بالدنيا كلها يشبه جبل حراء فهو جبل فريد الشكل.ويمتاز جبل حراء عن بقية الجبال بـــ:

1.كان الاساس الاول القديم للكعبة من حجارة جبل حراء

2.كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه قبل البعثة

3.كان بدء الوحي في غار حراء

4.وقوف جبريل عليه السلام في غار حراء وضمه النبي صلى الله عليه وسلم واقرائه

اول اية نزلت من القران"اقرا باسم ربك الذي خلق"

غار ثور
***
يقع في جبل ثور في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام على نحو 4 كم وارتفاعة نحو 748متر من سطح البحر ونحو 458متر من سفح الجبل .وهذا الغار صخرة مجوفة اقصى ارتفاعه 1.25 واقصى طوله وعرضه 3.5×3.5 متر وله فتحتان فتحة في ناحية الغرب وهي التى دخل منها النبي صلى الله عليه وسلم وفتحة في الشرق .وهذا الغار دون القمة وصعب المرتقى ويستغرق الصعود اليه نحو ساعة ونصف .
عن ابي بكر رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت أثار المشركين .قلت يار سول الله لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا .قال : ما ظنك باثنين الله ثالثهما ............

جبل ابو قبيس

من اشهر جبال مكة مع انه ليس من اكبرها تراه يشرف على المسجد الحرام من مطلع الشمس يصب منه شعب على بينه وبين الخندمة . وابو قبيس بين شعب علي وبين اجياد وهو من الجبال المأهولة في مكة .
وكان على قمته مسجد يسمى مسجد بلال وليس منسوبا الى بلال بن رباح كما يظن البعض

كان يسمى في الجاهلية الامين لان الحجر الاسود كان مستودعا فيه .وهو احد اخشبي مكة والاخشب هو الجبل الغليظ والاخشب الاخر هو جبل قعيقعان والاخشبان اللذان قال عنهما ملك الجبال : يامحمد ان شئت ان اطبق عليهم الاخشبين لفعلت قال النبي صلى الله عليه وسلم : بل ارجو ان يخرج الله عزوجل من اصلابهم من يعبد الله عزوجل وحده ....



جبل قعيقعان
***

بضم القاف وفتح العين هو الجبل الضخم المشرف على المسجد الحرام من الشمال والشمال الغربي والممتد من حارة الباب الى الشامية ......ويسمى اليوم بأسماء عدة حسب اطلاله على مختلف الاحياء .فطرفه الشمالي الغربي يسمى جبل العبادي والشرقي المشرف على الحجون ومقبرة المعلاة يسمى جبل السليمانية وما اشرف على دحلة يسمى جبل السودان وبين القرارة والفلق يسمى جبل القرارة اما الجزء الجنوبي فيسمى جبل هندي .ارتفاعه نحو 410 متر من سطح البحر . ...................


دار الارقم


منسوب الى الارقم بن ابي الارقم رضي الله عنه وكانت مركز للدعوة الاسلامية سرا في عند بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .
كان المسلمون يجتمعون بها ويصلون فيها سرا حتى اصبح عددهم اربعين شخصا باسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجهروا بالاسلام .في سنة 171هـ
بنت الخيزران جارية المهدي العباسي مسجدا في موضع هذا الدار التى كانت على بعد 36متر من الصفا شرقا خارج المسعى .
وفي سنة 1375 هـ هدمت لصالح التوسعة وتخليدا لذكراها فان اول باب في المسعى بجوار الصفا سمي بباب دار الارقم .

دار الندوة


دار الندورة ......بناها قصي بن كلاب بحوالى 200 سنة قبل الهجرة وسميت بذلك لتشاورهم فيها .
وهذه هي الدار التى اجتمع فيها نواب قريش ليتدارسوا خطة للقضاء على الدعوة الاسلامية وذلك لما خرج بعض الصحابة رضي الله عنهم الى المدرينة وخافت قريش خروج الرسول صلى الله عليه وسلم اتفقوا على قتله وشاء الله عزوجل ان يخرج من بينهم مهاجرا وان يظهر دينه

وقد نزل بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات مرة اثناء خلافته . وكان ينزل بها الامراء والخلفاء .
ادخلها المعتضد العباسي في المسجد اثناء توسعته سنة 284هـ وموقعها الان ضمن الاروقة والمطاف في الجهة الشمالية الغربية وهناك باب في هذه الجهة يحمل اسم باب الندوة
وفي مكة المكرمة أماكن أثرية أخرى كثيرة خلاف ماذكر حدّد مواقعها المؤرخون منها:


1 - مكان مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وترعرعه في كنف أمه آمنة بنت وهب وقد حوّل البيت الطاهر الى مكتبة باسم (مكتبة مكة المكرمة) وذلك في سنة 1372هـ. م.. وتقع دار مولده عليه الصلاة والسلام في شعب بني هاشم قديماً ويسمى الآن بشعب علي قرب المسجد الحرام الى الشرق منه حيث يستطيع الخارج من المسجد الحرام من جهة باب السلام أن يرى بناء المكتبة في شارع "الغزة" واضحاً من بعد للعيان.


2 - بيت الإمام علي كرم الله وجهه ورضي عنه ومدرج طفولته ونشأته ودار أبيه أبي طالب. وتقع في شعب بني هاشم الذي سمي بعد ذلك بشعب علي نسبة له وهي الدار التي احتضنت وآوت وأغدقت وغذت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحنت عليه منذ أن كفله عمه أبو طالب وتقع شرقي الحرم الشريف علي مسافة كيلومتر ونصف منه. وقد حولت الى مدرسة سميت بمدرسة النجاح.


3 - موضع دار أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها حيث كانت أم المؤمنين خديجة الكبرى تسكنها حتى وفاتها وفيها أنجبت أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سكن عليه الصلاة والسلام هذه الدار ثمانية وعشرين سنة كما يقول المؤرخون وخرج منها الى المدينة المنورة مهاجراً فسميت لذلك بـ(دار الهجرة). وهي الدار التي شهدت أول حالة فداء في الإسلام يوم فدى الإمام علي كرم الله وجهه النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه فبات بها على فراشه . وتقع هذه الداربزقاق الحجر بمكة المكرمة او ما يعرف بزقاق الصوغ وفي هذا المنزل نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه ولدت السيدة خديجة رضي الله عنها اولاد النبي صلى الله عليه وسلم من ذكور واناث وبعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها استمر النبي صلى الله عليه وسلم ساكنا هذه الدار الى حين هجرته الى المدينة المنورة فأخذ الدار عقيل بن ابي طالب رضي الله عنه وباعها الى الخليفة الاموي معاوية بن ابي سفيان فجعلها مسجدا.
ان موضع ولادة السيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة هو نفسه دار السيدة خديجة ..ولقد وقعت عمارات كثيرة في هذا الموضع ..واخر بنايه حصلت في هذا الموضع بناها أمين العاصمة في ذلك الوقت الشيخ عباس القطان المتوفى عام 1370 هـ فابتدا في بناها سنة 1368هـ لتكون مدرسة لتحفيظ القران ثم انه بعد وفاة الشيخ عباس وتكملت عمارة الدار سلمت لوزارة المعارف لادارتها للغرض المذكور




4 - مولد حمزة عم رسول الله صلى اللع عليه وسلم وتقع في حارة المسفلة جنوب الحرم الشريف على مسافة نصف كيلو متر منه. وقد أقيم مكانها مسجد للصلاة وكتاب لتحفيظ القرآن للأطفال.


5 - مقبرة المعلاّ في الحجون وتقع بين البيت الحرام وحارة المعابدة ومكانها واضح معروف وفيها مدفن عبد مناف وعبد المطلب وأبي طالب . ومدفن خديجة الكبرى زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين


6 - مسجد الراية وهو مكان ركز فيه النبي صلى الله عليه وسلم رايته يوم فتح مكة المكرمة وصلى فيه. وهو مسجد معروف بهذا الإسم ويقع في المعلاّ.


7 - مسجد الإجابة وهو مكان نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم عندما رجع عائداً من منى وبات فيه. ويقع في حارة المعابدة بمكان يسمى (المحصب) وقد جدد بناء المسجد في سنة 2001م.


8 - مسجد البيعة أو العقبة وهو المكان الذي اجتمع فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالأنصار فبايعوه على الإسلام والنصرة. ويقع هذا المسجد المبارك أسفل وادي منى قبل الوصول اليها. ولا زال المسجد موجوداً حتى الآن.


9 - دار العباس بن عبدالمطلب رضوان الله عليه
وهي بالمسعى عند الباب المسمى باب العباس احد ابواب المسجد الحرام الى المسعى وفي جدارها أحد الميلين الاخضرين وهما اللذان تسن الهرولة بينها للرجال وقد صارت هذه الداريوما رباطا للفقراء وكان يسمى في الزمان القديم برباط العباس وفيه كان العلم الاخضر وقد افاد الفاسي انه كان مطهرة ثم جعل رباطا والذي عمله مطهره الملك المنصور والذي عمله رباطا ابن استاذه الملك الناصر ومحمد بن قلاوون الالفي



10 -دار ابي سفيان رضي الله عنه
من الدور الشهيرة بمكة المكرمة وهي واقعة على يمين الصاعد من المسجد الحرام في اول المدعى محاذية للمروة.

وهي الدار التى قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند فتح مكة "من دخل داره واغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن " وكان ذلك صباح يوم الجمعه عشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة

وهذه الدار وما حولها لم يغفلها المؤرخون حتى ان المؤرخ الازرقي اورد في شانها بتاريخه ما فحواه انه كان يباع في الرحبة التى بين دار ابي سفيان ودار حنظلة بن ابي سفيان الحنطة والحبوب والسمن والعسل وكلها اشياء كانت تحملها العير اذا قدمت الى مكة المكرمة من السراة والطائف وغيرها .



11 - مسجد الخَيف:
الخيف بفتح الــــــخاء وسكون الياء ..ما انحدر عن غلظ الجبل
وارتفع عن مسيل الماء ..ومنه سمـــي مسجد الخيف ,ويقع في سفح جبل
منى الجنوبي قريبا من الجمرة الصغرى وقد صلى فيه النبي صلى الله عليه
وسلم والانبياء من قبله فعن يــزيد بن الاسود قال :شهدت مع النبي صلى
الله عليه وسلم حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف ،
وقد كان هذا المسجد موضع اهتمام وعناية خلفاء المسلمين على مرالتاريخ
وتمت توسعته وعمارته في سنة 1407هـ - 1987م بتكلفة 90 مليون ريالاً وبه
أربع منائر وهو مكيف بـ 410 وحدة تكييف كما يساعد على تلطيف الهواء
في المسجد 1100 مروحة ويليه مجمع دورات المياه ويوجد به اكثر من 1000 دورة مياه و3000 حنفية للوضوء.


12 -مسجد المشعر الحرام:
يقع فـي مزدلفــــــة على الطريق رقم 5 وكان النبي
صلى الله عليه وسلم ينزل عند قبـــــــلته وقد تم عمارته وتوسعته في العهد
السعودي بتكلفة خمسة ملايين ريـــــالا وهو مسقف وطوله من الشرق الى
الغرب 90 متر وعرضه 56متر فمســاحتــــه 5040مترمربع ويستوعب اكثر من
اثنى عشر الف مصل وفي مؤخـــــــرة المســـــجد منارتان بارتفاع 32متر وله
مدخل في كل من الجهه الشرقية والشمالية و الجنوبية ويليه ملحق للوضوء
ودورات مياه للرجال والنساء على قسميــــــن منفصلين وبين مسجد مزدلفة
ومسجد الخيف نحو 5 كم وبينه وبين مسجد نمره 7كم


13 - مسجد الجن :
وهو معروف بهذا الاسم حتى الان ويقع بين الشارع الذي
يؤدي الى مقبرة المعلاة السفلى وبين شارع المعلاة



14 - مسجد نمرة :
بفتح النون وكسر الميم وسكونها ونمرة جبيل غرب المسجد وبه يسمى مسجد
نمرة ونزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة بنمرة وبعد زوال
الشمس انتقل الى بطن وادي عرنة وخطب وصلى ثم انتقل الى موقفه في
بالصخرات وبعد غروب الشمس تحرك منها الى مزدلفة .وبني مسجد في موضع خطبته وصلاته صلى الله عليه وسلم ببطن وادي عرن في اول عهد الخلافة العباسية في منتصف القرن الثاني الهجري وبطن الوادي
ليس من عرفة وبعد توسعات المسجد التى تمت على مر التاريخ اصبحت
مقدمة المسجد خارج عرفات ومؤخرة المسجد في عرفات وهناك لوحات ارشادية
تشير الى ذلك وقد تمت توسعته وعمارته في الـــعهد السعودي بتكلفة 237 مليون ريال وطوله
من الشرق الى الغرب 340م وعرضه من الشمال الى الجنوب 240 م ومساحته
اكثر من 110 الف متر مربع منها نــــــحو 28.800متر مربع للجزء الخلفي المبني
بدورين بطول 120 متر ويوجد خلف المسجد مساحة مظللة قدرها 8000مترمربع
ويستوعب المسجد نحو 350الف مــــــصل وله ست مآذن ارتفاع كل منها 60متر
وثلاث قباب وعشرة مداخل رئيسيــة تحتوي على 64 بابا وهو مكيف بـ663وحدة
تكييف وبه غرفة للاذاعة الخارجيـــة مجهزة لنقل الشعائر بالاقمار الصناعية الى
انحاء العالم ويليه اكثر من الف دورـة مياه و15 الف صنبور للوضوء وخزانان علويان
للمياه سعة كل منها 4500 متر مكعب


15- مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه :
امر النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه يوم الفتح ان يدخل مكة وأن يغرز رايته عند أدنى البيوت وفي رواية أمره أن يدخل مكة من جهة جرول ففعل وبنى هذا المسجد في الموضع الذي غرز فيه رايته وهو معلوم الان في حارة الباب بريع الرسام وعلى الشارع المنسوب اليه واعيد بناؤه بمنارة سنة 1377هـ



16 -مسجد الصخرات
وهو بعرفات اسفل جبل الرحمة عـــلى يمين الصاعد اليه وهو مرتفع قليلا عن
الارض يحيط به جدار قصير وفــيه صخرات كبار وقف عندها رسول الله صلى الله
عليه وسلم عشية عرفة وهــو على ناقته القصواء .كما في حديث جابر رضي
الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر في موضع مسجد
نمرة ثم ركب حتى اتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء الى الصخرات وجعل
حبل المشاة بين يديه واستقــــبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس
وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص .وفي هذا الموقف نزل عليه صلى الله عليه وسلم ..قوله تعالىاليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت علـــــــيكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ...)المائدة 3واحيط هذا الموقف بجدار طوله من جهة القبلة 13.3 متر والجدار الذي على يمينه ويساره 8 متر اما الجدار المقابل للقبلة فدائري غير مستقيم

***********************

أسماء الكعبة المشرفة


للكعبة المشرفة العديد من الأسماء ، و من المعلوم أن كثرة الأسماء تدل على علو شأن المسمى و عظم قدره.

فقد سميت بالكعبة و ذلك لتكعبها و علوها ، و كل بناء مربع مرتفع هو كعبة ، و سميت أيضاً بكة و ذلك لأنها تبك الأعداء و أعناق الجبابرة.

كما أن للكعبة المشرفة أسماء أخرى منها : البنية ، الدوار ، البيت ، بيت الله ، البيت الحرام ، القبلة ، المسجد الحرام ، و قد ورد للكعبة المشرفة في سبعة أسماء ، هي :
1- الكعبة : قال تعالى : {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ}.
2- البيت العتيق : قال تعالى : {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}
3- البيت : قال تعالى : {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}.
4- بيت الله : قال تعالى : {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.
5- البيت الحرام : قال تعالى : {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ }.
6- قبلة : قال تعالى : {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }.
7- المسجد الحرام : قال تعالى : { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ }

قواعد البيت


إن من المعجزات الباهرات بقاء قواعد البيت قبل ما يزيد عن خمسة ألاف سنةثابتة و قوية و متماسكة منذ أن بناها الخليل إبراهيم ، قال تعالى : {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

و على مر الزمان تم البناء على هذه القواعد عدة مرات حتى أنقصه شاهد يزيد بن رومان الأساس و قال : شهدت معقريش ، و في بناء عبدالله بن ال**ير ابن ال**ير حين هدمه و بناه و أدخل فيه من الحجر ، و قد رأيت أساس إبراهيم حجارة كأسنمة الإبل.

و في عام 1417هـ كُشف عن حالة الأساس أسفل أرضية المطاف بعمق 1.40 متر ، فتبين أن أحجار الأساس متداخلة تداخلاً متيناً دون وجود مونة تربط بينهم ، و هي في شكلها تماثل أعناق الإبل ، و حالتها ممتازة و صالحة للبناء ، و أن هذا الأساس قادر على حمل الكعبة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.

أبعاد الكعبة المشرفة



الكعبة المشرفة حالياً مبنية على قواعد إبراهيم عليه السلام ، عدا الجهة الشمالية ، فقد أنقصته قريش عند بنائها الكعبة و ذلك لقصر النفقة بهم ، و أن حوالي 3 أمتار مما يلي الجدار الشمالي داخل في أساس الكعبة ، و هي ليست كاملة التربيع.
و فيما يلي الأبعاد الحالية للكعبة:




فيما يبلغ عرض الجدار ( 1 م) ، و مساحة داخل الكعبة مع جدارها (94م2) ، و مساحة القاعدة (145م2)
أما {4.32 م} ، و في بناء قريش {8.64ارتفاع الكعبة المشرفة فقد كان عند بناء إبراهيم {12.95م} ، و هو القائم حالياً.م} ، و بناء عبدالله بن ال**ير

مختصر بناء الكعبة المشرفة

أول من بنى الكعبة المشرفة هم الملائكة الكرام ، ثم كان بناء و ، ثم بناء ابنه شيث ، و ظلت الكعبة المشرفة على بنائه حتى جاء طوفان نوح آدم هدم الكعبة المشرفة و محت آثارها.
مكان البيت ، لخليله إبراهيم ثم بوأ الله قال تعالى : {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ ، و قد كان بناءه علىوَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} ، فبناه بمساعدة ابنه إسماعيل القواعد الأساسية للبيت ، و جعل للكبعة بابين ملاصقين بالأرض ، و لم يكن للبابين مصاريع.
.تلا ذلك بناء العمالقة ثم جرهم ، ثم بناء قصى الجد الرابع للنبي
و قبل البعثة النبوية الشريفة بخمس سنين بنت قريش الكعبة المشرفة ، و كان ذلك بمشاركة ، و قد أنقصت قريش شيئاً من الكعبة من جهة الحطيم لأن النفقة قد قصرت عليهمالنبي ، و جعلوا للكعبة باباً واحداً شرقياً و رفعوه عن الأرض ليدخلوا من يشاءون و يمنعون من يشاءون ، و زادوا في ارتفاع الكعبة ، و جعلوا لها سقفاً يرتكز على ستة دعائم ، و جعلوا للكعبة ميزاباً يصب في الحطيم.
و في عام 64هـ أعاد عبدالله بن ال**ير ، و جعل دعائمها 3 ، و بعدها بعشرة أعوام أعادالكعبة المشرفة على قواعد إبراهيم الحجاج الكعبة على بناء قريش.
و في عام 1039هـ ، وقع سيل عظيم بمكة تهدم على إثرها شمالي الكعبة المشرفة فبناه السلطان مراد على نفس البناء السابق ، فهدموا إلى وجه الأرض و بنوها مرة ثانية ، و كان تمام البناء في شهر ذي الحجة من 1040هـ.

ترميمات الكعبة المشرفة
حصل في الكعبة المشرفة العديد من عمليات الترميم و التعمير على مر الزمان ، و خصوصاً في المدة الطويلة التي كانت بين بناء الحجاج و بناء السلطان العثماني مراد ، و التي تقارب الألف عام.
و قد رممت الكعبة المشرفة 37 مرة ، كان أخرها الترميم الشامل للكعبة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله.
و إذا أضفنا إلى عمليات الترميم عمليات البناء البالغة أحد عشرة مرة ، فإن المجموع الكلي يصل إلى 48 عملية تعمير قد حصلت للكعبة المشرفة.
و كانت عمليات الترميم تحصل في عموم محتويات الكعبة المشرفة من داخلها و خارجها و سقفها و جدارها و درجها و عموم متعلقاتها.




ترميم خادم الحرمين الشريفين

في عام 1416هـ أمر خادم الحرمين الشريفين بعمل ترميم شامل للكعبة المشرفة ، و ذلك نظراً للحاجة الماسة للترميم بعد التآكل الذي ظهر في أعمدة و سقف الكعبة بسبب الحشرات الأرضية و الرطوبة و الفطريات.
فتم العمل خلال عامي 1416-1417هـ ، و قد قام بهذا الترميم مجموعة بن لادن السعودية.
و فيما يلي أهم الإصلاحات:
1- إصلاح الجدارن الخارجية: أزيلت المونة القديمة و عبئت الفواصل بعد تنظيفها بمونة جديدة عالية القوة.
2-إصلاح الجدران الداخلية: تم فيه إصلاح المداميك على أربعة مراحل و بعدها تم الكشف على الأساس و الذي تبين أنه سليم.
3- الميزاب : تم استبداله بأخر جديد بنفس تفاصيل الميزاب القديم.
4- السقف : تم تركيب أعمدة خشبية جديدة و أسقف خشبية جديدة ، و تم تغطية السطح بمواد عازلة و طبقة خفيفة من الخرسانة ، بعدها تم ترخيم كامل السطح.
5- الشاذروان : غير رخام الشاذروان مع المحافظة على الرخامات الصفر الموجودة عند باب الكعبة المشرفة.
6- الحطيم: غير رخام سطح و جدار الحطيم و نظفت الفوانيس الثلاثة.


حجارات الكعبة المشرفة

الحجارات الموجودة حالياً بالكعبة المشرفة هي من بناء السلطان مراد خان الرابع ، و هذه الحجارة موجودة منذ عام 1040هـ ، و هذه الأحجار سوداء مشوبة بالزرقة ، كبيرة الحجم ، مأخوذة من جبال مكة المكرمة ، و أشهرها جبل الكعبة.
و فيما يلي عدد الحجارات الظاهرة في كل وجه مبتدئين بجدار الباب:-
الجدار الشرقي : 419.
الجدار الشمالي : 428.
الجدار الغربي : 449.
الجدار الجنوبي : 318.

هذه هي أعداد الحجارة الظاهرة من الجدار الخارجي ، أما إجمالي عدد الحجارة فيصعب حصرها ، لان عرض يبلغ حوالي 1 متر ، فلا بد أنه يحتوي على أضعاف هذه العدد من الحجارة.


الحجر الأسود
أصل الحجر الأسود :-

الحجر الأسود ياقوتة من يواقيت الجنة ، نزل أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا بني آدم ، و سيعود إلى الجنة.
عندما بنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام الكعبة بقي حجر ، فذهب الغلام يبغي شيئاً ، فقال إبراهيم عليه الصلاة و السلام أبغني حجراً كما آمرك ، قال : فانطلق الغلام يلتمس له حجراً ، فأتى به فوجوده قد ركب الحجر الأسود في مكانه ، فقال : يا أبه ، من أتاك بهذا الحجر؟ فقال : أتاني به من لم يتكل على بنائك ، جاء به جبريل عليه الصلاة و السلام من السماء.
فالحجر الأسود ياقوته من يواقيت الجنة



فضائل الحجر الأسود

هذا الحجر المبارك هو يمين الله في الأرض ، يصافح الله به عباده كما يصافح الرجل أخاه.
و قد ازداد هذا الحجر شرفاً على شرف ، و هي ملتقى شفاه الأنبياء من قبلهأن قبله سيد الأولين و الآخرين الرسول الكريم ، فيا لشرف من قبل هذا الحجر الذي قبله الأنبياء الكرام ، و يا لسعد من وضع فمه و قبل الحجر الأسود ، و إن هذا الحجر ليأتي يوم القيامة له عينانمكان وضع الرسول يبصر بهما ـ و لسان ينطق به يشهد على من أستلمه بحق.
و أما مسح الحجر الأسود فإنه يكفر الخطايا ، و الحجر الأسود من مواطن الإجابة ، و عليه ملكان يؤمنان على دعاء من مر به


تعريف الحجر الأسود


هو الحجر الموجود في الركن الجنوبي ، يسار باب الكعبة المشرفة ، يرتفع عن أرض المطاف بـ1.10 متر ، و هو مغروس داخل جدار الكعبة المشرفة.
و الجدير بالذكر أن الحجر الأسود قد تكسر على مر الحوادث التي مرت به ، و ليس كل ما داخل الطوق الفضي من الحجر الأسود ، و إنما هناك 8 قطع صغار في وسط المعجون ، و هذه القطع هي المقصودة في التقبيل و الاستلام.
و من الحجر الأسود يبدأ الطواف و ينتهي.

آداب استلام الحجر الأسود


يسن لمن أراد أن يقبل و يستلم الحجر الأسود أن يقبل الحجر أول شيء ، ثم يسمح الحجر بيده ، ثم يمسح وجهه بيده .
و يقو ل عند الاستلام{ بسم الله و الله أكبر ، اللهم إيماناً بك و تصديقاً بكتابك و سنة نبيك ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم .
عن ابن عمر رضي الله عنهما : أنه إذا استلم الحجر ، قبل يده ، و قال : ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبله.
ولكن ينبغي لمن أراد استلام الحجر الأسود أن يحرص على عدم إيذاء إخوانه المسلمين ، و لا يرفع صوته عند التقبيل.
و أما النساء فلا يستحب لهن التقبيل إلا عند خلو المطاف ، و ذلك لما فيه ضررهن و ضرر الرجال بهن.


سيد الأكوان يضع بيده سيد الأحجار

عندما وصل البناء بقريش إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يتشرف بوضع الحجر الأسود في مكانه ، و كادوا أن يقتتلوا ، فأشار عليهم أبو أمية المخزومي - و قد كان أكبرهم سناً- أن يحكموا أول داخل من باب الصفا فوافقوا ، و كان أول الداخلين هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، و عندما راؤه قالوا : هذا محمد الأمين ، رضينا به حكماً ، و رضي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم ، فأمرهم أن يبسطوا ثوب فوضعه فيه ، ثم أمر ممثلي القبائل أن يأخذ كل ممثل قبيلة بطرف من الثوب و دفعوه إلى مكان الحجر الأسود ، و عندما حاذوا مكانه رفعه الرسول صلى الله عليه وسلم بيديه الكريمتين فوضعه في مكانه.
و بذلك حقنت دماء قريش ، و عادت الألفة و المحبة بين رجالات قريش ، و قد كانت هذه الحادثة من أحد مظاهر الكمال المحمدي قبل البعثة النبوية الشريفة.


الركن اليماني
هو الركن الجنوبي الغربي للكعبة المشرفة ، و هو الركن الذي يسار الحجر الأسود ، و هذا الركن و ركن الحجر الأسود هما على قواعد إبراهيم عليه الصلاة و السلام ، و قد سمي هذا الركن باليماني نسبة إلى بلاد اليمن ، حيث أنه من جهتها.

و يس للطائف أن يستلم الركن اليماني بيده اليمنى في كل شوط إن أمكن ، حيث إن مسحه يحط الخطايا.

طوق الحجر الأسود

أول من استعمل الفضة لتثبيت الحجر الأسود هو عبدالله بن ال**ير رضي الله عنه بعد حريق أصابه ، و ظل الملوك يستعملون الفضة لتثبيت الحجر الأسود في مكانه ، و عام 1268هـ طوقه السلطان عبدالمجيد خان بالذهب لأول مرة ، و بعدها بـ 13 سنة طوقه السلطان عبدالعزيز مرة أخر بالفضة .
و في عام 1376هـ أمر الملك سعود رحمه الله بصنع طوق جديد من الفضة ، و تشرف بوضعه بيديه في نفس العام.

الركنان الشاميان

هما الركنان الشماليان للكعبة المشرفة ، و يوجدان على بابي الحطيم ، و يسميان الركن العراقي نسبة إلى العراق ، و الركن الشامي نسبة إلى بلاد الشام.

و هذان الركنان حالياً ليسا على قواعد إبراهيمعليه الصلاة و السلام ، لذلك لا يسن مسحهما أو تقبيلهما.

و قد كان سيدنا عبدالله بن ال**ير رضي الله عنه عندما يطوف يمسح الأركان الأربعة للبيت بعد أن بناه على قواعد إبراهيم عليه الصلاة و السلام ، إلى أن جاء الحجاج فهدم الركنان و بناهما على بناء قريش.


الشاذروان

الشاذروان هي الحجارة المائلة الملتصقة بأسفل الكعبة ، المحيطة بها من جوانبها الثلاثة ، أما الجانب المقابل لحجر إسماعيل عليه الصلاة و السلام ففيه كدرجة واحدة مستطيلة يقف عليها الناس للتضرع و الدعاء ملصقين بطنهم و أيديهم و وجوههم بالكعبة.{1}
و الشاذروان مبني بأحجار الرخام المرمر ، و قد جدد هذا الرخام في عام 1417هـ أثناء الترميم الشامل للكعبة المشرفة ، و على الشاذروان توجد حلقات الكسوة الشريفة
و قد أختلف في أمر الشاذروان ، فمنهم من قال إنه من البيت ، و أن قريش قد أنقصته من عرض الكعبة عند البناء ، و هؤلاء هم الشافعية و المالكية ، و هو الأرجح.
و البعض الآخر يقولون أنه الشاذروان ليس من البيت ، و إنما جعل لكي يحمي البيت من السيول ، و قد قال بهذا الرأي أبو حنيفة.


الملتزم

هو المكان الذي بين الحجر الأسود و الباب ، قال ابن عباس رضي الله عنه : { هنا الملتزم ، بين الركن و الباب }.
و قد روي أن الرسول صلى الله عليه و سلم قد وقف بالملتزم يوم فتح مكة ، فعن عبدالرحمن بن أبي صفوان رضي الله عنه قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة ، انطلقت فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قد خرج من الكعبة هو و أصحابه ، و وضعوا خدودهم على البيت ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم وسطهم.
و الملتزم هو أحد مواطن استجابة الدعاء ، و يسن عنده الدعاء و إلصاق الخدين و الصدر و الذراعين طلباً للرحمة.
و قال مجاهد : يدعي ما بين الركن و الباب الملتزم ، فقلّ إنسان يسأل الله شيئاً و يستعيذ من شيء إلا أعطاه.
و قد ورد من الأخبار ما يفيد بأن كثيراً من الصحابة قد كانوا يلتزمونه ، فعن ابن ال**ير رضي الله عنه قال : رأيت عبدالله بن عمر ، و ابن عباس ، و عبدالله بن ال**ير رضي الله عنهم يلتزمونه

الحطيم

الحطيم هو البناء المكشوف الموجود شمالي الكعبة المشرفة على شكل نصف دائرة.
و يسمى الحطيم لأنه حطم من البيت في بناء قريش للكعبة المشرفة ، و يسمى أيضاً حجر إسماعيل لأن أباه حينما بنا الكعبة المشرفة جعل بجانب الكعبة عريشاً من أراك لابنه و زوجته.
و على ما تقدم نعلم أن الجزء الذي أنقصته قريش من الكعبة تقدر بـ 3 أمتار مما يلي الكعبة ، أما باقي الحجر فليس من الكعبة.
و قد سألت السيدة عائشة رضي الله عنه زوجها النبي صلى الله عليه و سلم عن الجدر أمن البيت هو ؟ قال صلى الله عليه و سلم : نعم ، قالت: فما لهم لم يدخلوه في البيت ؟ قال صلى الله عليه و سلم : إن قومك قصرت بهم النفقة.
و يمكن الآن لمن أراد الصلاة داخل الكعبة المشرفة أن يصلي داخل الحطيم ، في الجزء الذي يلي الكعبة بـ3 أمتار ، فقد روي عن السيدة عائشة رضي الله عنه أنها قالت : كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه ، فأخذ الرسول صلى الله عليه و سلم بيدي فأدخلني الحجر ، فقال صلى الله عليه و سلم : صلي فيه إن أردت دخول البيت ، فإنما هو قطعة من البيت


المستجار

هو المكان الذي بين الركن اليماني و الباب المسدود في ظهر الكعبة المشرفة ، و يقال له أيضاً المتعوذ.
و قد روي عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه قال : من قام عند ظهر البيت فدعا أستجيب له ، و خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.


باب الكعبة المشرفة
عندما بنى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام جعل لها بابين بمستوى الأرض ، و قد كان البابان مجرد فتحات بدون مصاريع.
و عندما بنت قريش الكعبة المشرفة قبل البعثة النبوية الشريفة بخمس سنين سدوا الباب الغربي للكعبة المشرفة و رفعوا الباب الشرقي ، و جعلوا له مصراعين ، و ذلك لكي يدخلوا من يشاءون و يمنعون من يشاءون.
و قد روي أن السيدة عائشة رضي الله عنه سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن الباب : فما شأنه مرتفعاً؟ قال : فعل ذلك قومك حديث عهدهم بالجاهلية ، فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت و أن ألصق بابه بالأرض.
و في رواية أخرى ، و ألزقته بالأرض و جعلت له بابين ، باباً شرقياً و باباً غربياً ، فبلغت به أساس إبراهيم.

و يوجد داخل الكعبة المشرفة باب أخر يسمى باب التوبة ، و هو على يمين الداخل للكعبة ، طوله {230 سم } و عرضه {70 سم} و بداخله درج يؤدي إلى سطح الكعبة المشرفة ، و على الباب قفل و ستارة.


باب الكعبة حالياً
في عام 1398هـ أصدر الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله تعالى أمره بتجديد باب الكعبة وباب التوبة , و قد تم العمل خلال عام كامل ، و ركب الباب في عام 1399هـ ، و استهلك فيه 280كيلو جراماً من الذهب.
وقد كتب على الباب العديد من الآيات الكريمة بالإضافة إلى بعض أسماء الله الحسنى ، و بعض العبارات الأخرى.


ما كُتب على باب الكعبة المشرفة

أضيفت في الزاويتين العلويتين زخارف متميزة لإبراز شكل قوس يحيط بلفظ الجلالة {الله جل جلاله} , واسم رسول الله صلى الله عليه و سلم والآيات القرآنية الكريمة :
{ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ}
{وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا}
{ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}
ويلي ذلك حشوتان على شكل شمسين مشرقتين في وسطهما كتابة {لا إله إلا الله محمد رسول الله} على شكل برواز دائري .
و كتب تحت الحشوتين العلويتين ال الكريمة {{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
و الحشوتان اللتان تحت القفل , كتبت في وسطيهما سورة الفاتحة على شكل قرصين بارزين , وتحت هاتين الحشوتين عبارات تاريخه بخط صغير: صنع الباب السابق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود سنة 1363 هـ , وتحتها صنع هذا الباب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود سنة 1399 هـ.
وكذلك فإنه كتب في الدرفة اليمنى وضمن زخرفة خفيفة عبارة : {تشرف بافتتاحه بعون الله تعالى الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود في الثاني والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1399 هـ} , وكتب في الدرفة اليسرى عبارة : {صنعه أحمد إبراهيم بدر مكة المكرمة , صححه منير الجندي , واضع الخط عبد الرحمن أمين}.
أما الجوانب فقد صممت بطريقة فنية ومثبتة حسب التصميم الزخرفي بعد مراعاة اللوحات الدائرية البارزة التي تحمل أسماء الله الحسنى وعددها خمس عشرة :-
فوق الباب : يا واسع - يا مانع - يا نافع .
الجانب الأيمن : يا عالم - يا عليم - يا حليم - يا عظيم - يا حكيم - يا رحيم.
الجانب الأيسر : يا غني - يا مغني - يا حميد - يا مجيد - يا سبحان - يا مستعان

تصنيف : مقالات وكتب