قناة السويس قديماً و حديثاً
قناة السويس، هي قناة مائية تقع إلى الغرب من شبه جزيرة سيناء، وهي عبارة عن ممر ملاحي بطول 163 كم في مصر بين بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط والسويس على البحر الأحمر. وتقسم القناة إلى قسمين، شمال وجنوب البحيرات المرّة. استغرق بناء قناة السويس 10 سنوات حيث ايرادات قناة السويس وصلت في عام 2009 89 مليون دولار
تسمح القناة بعبور السفن القادمة من دول المتوسط وأوروبا وأمريكا الوصول إلى آسيا دون سلوك الطريق الطويل - طريق رأس الرجاء الصالح، وأيضا قبل حفر القناة كان بعض النقل يتم عن طريق تفرغ حمولة السفن ونقلها برا إلى البحر الأحمر. دراسات حفر القناة في القرن الـ 19 في عهد نابليون بونابرت وأثناء وجود الحملة الفرنسية بمصر، وتحديداً في 14 نوفمبر 1799م، كُلّف أحد المهندسين الفرنسيين ويدعى لوبيير بتشكيل لجنة لدراسة منطقة برزخ السويس لبيان جدوى حفر قناة اتصال بين البحرين. إلا أن التقرير الصادر عن لجنة لوبيير كان خاطئاً وذكر أن منسوب مياه البحر الأحمر أعلى من منسوب مياه البحر المتوسط بمقدار 30 قدم و 6 بوصات، بالإضافة لوجود رواسب وطمي النيل وما يمكن أن بسببه من سد لمدخل القناة مما أدى لتجاهل تلك الفكرة.وقد توفي فيها من العمال 341080 مصري نتيجةاعمال السخرة ثمّ وفي أثناء حكم محمد علي باشا لمصر كان قنصل فرنسا بمصر هو مسيو ميمو ونائبه هو مسيو فرديناند دى لسبس وكان في ذلك الوقت عام 1833 جاء أصحاب سان سيمون الفرنسي الاشتراكي إلى مصر لإنشاء قناة السويس ولاقا حفاوة بالغة من مسيو دى لسبس وعرضا الفكرة على محمد على باشا إلا انه عرض الفكرة على المجلس الأعلى وفضل إنشاء قناطر على النيل لمنع إهدار ماء النيل في البحر.
في عام 1840 وضع المهندس الفرنسي لينان دى بلفون بك والذي كان يعمل مهندساً بالحكومة المصرية وضع مشروعاً لشق قناة مستقيمة تصل بين البحرين الأحمر والأبيض وأزال التخوف السائد من علو منسوب مياه البحر الأحمر على البحر المتوسط وأكد أن ذلك لا ضرر منه بل على العكس سوف يساعد على حفر القناة وأن مياه النيل كذلك يجرى ماؤها من الجنوب إلى الشمال وتصب في البحر المتوسط. في 15 أبريل 1846 أنشأ السان سيمونيون بباريس جمعية لدراسات قناة السويس وأصدر المهندس الفرنسي بولان تالابو تقريرا في أواخر عام 1847 مبنياً على تقرير لينان دى بلفون أكد فيه إمكانية حفر قناة تصل بين البحرين دون حدوث أى طغيان بحرى مسيو ديليسبس يحول دراسات حفر القناة إلى واقع بعد أن تولى محمد سعيد باشا حكم مصر في 14 يوليو 1854 تمكن مسيو دي لسبس - والذي كان مقرباً من سعيد باشا - من الحصول على فرمان عقد امتياز قناة السويس الأول وكان مكونا من 12 بنداً كان من أهمها حفر قناة تصل بين البحرين، ومدة الامتياز 99 عاما من تاريخ فتح القناة، واعترضت إنجلترا بشدة على هذا المشروع خوفاً على مصالحها في الهند. قام مسيو دى لسبس برفقة المهندسين لينان دى بلفون بك وموجل بك كبيرا مهندسي الحكومة المصرية بزيارة منطقة برزخ السويس في 10 يناير 1855 لبيان جدوى حفر القناة وأصدر المهندسان تقريرهما في 20 مارس 1855 والذي أثبت سهولة إنشاء قناة تصل بين البحرين، وقام مسيو دى لسبس بتشكيل لجنة هندسية دولية لدراسة تقرير المهندسين، ثم قامت اللجنة بزيارة لمنطقة برزخ السويس وبورسعيد، وصدر تقريرها في ديسمبر 1855 والذي أكد إمكانية شق القناة وأنه لا خوف من منسوب المياه لأن البحرين متساويان في المنسوب وأنه لا خوف من طمى النيل لأن بورسعيد شاطئها رملي. في 5 يناير 1856 صدرت وثيقتان هما عقد الامتياز الثاني وقانون الشركة الأساسي وكان من أهم بنوده قيام الشركة بكافة أعمال الحفر وإنشاء ترعة للمياه العذبة تتفرع عند وصولها إلى بحيرة التمساح شمالاً لبورسعيد وجنوباً للسويس، وأن حجم العمالة المصرية أربعة أخماس العمالة الكلية المستخدمة في الحفر. في الفترة من 5 إلى 30 نوفمبر 1858 تم الاكتتاب في أسهم شركة قناة السويس وبلغ عدد الأسهم المطروحة للاكتتاب 400 ألف سهم بقيمة 500 فرنك للسهم الواحد وتمكن مسيو دى لسبس بعدها من تأسيس الشركة وتكوين مجلس إدارتها.
فترة حفر قناة السويس
في 25 أبريل 1859 أقيم حفل بسيط ببورسعيد للبدء بحفر قناة السويس وضرب مسيو دى لسبس بيده أول معول في الأرض إيذاناً ببدء الحفر في 18 نوفمبر 1862 أقام مسيو دي لسبس احتفالاً بمناسبة الانتهاء من حفر القناة البحرية المصغرة ووصول مياه البحر المتوسط إلى بحيرة التمساح وأقيم الحفل في منطقة نفيشة. وبسبب كثرة العمال وعدم وجود رعاية صحية كافية لهم فقد انتشر أكثر من وباء بينهم قضى على كثير منهم ومن أشهر هذه الأبئة وباء الكوليرا وظهر في 16 يونيو 1865 ووباء الجدرى في أواخر عام1866. وفى 18 مارس 1869 وصلت مياه البحر المتوسط إلى البحيرات المرة. وفى 15 أغسطس ضربت الفأس الأخيرة في حفر القناة وتم اتصال مياه البحرين في منطقة الشلوفة.و عليه فقد تم استخراج 74 مليون متر مكعب من الرمال والتكاليف 369 مليون فرنك فرنسي وعدد العمال مليون. ويبلغ عدد الذين ماتوا أثناء الحفر 125 ألف عامل ويبلغ طول القناة 165 كم وعرضها 190 م غاطسها 58 قدم.
وصف لتاريخ القناة الحديث
القناة مصرية منذ أول يوم انشئت فيه ، فلقد افتتحها الخديوي اسماعيل رسمياً في 17 نوفمبر عام 1869 في احتفال عالمي ضخم ضم ملوك وامراء اوروبا احتفالاً بمرور السفينة المحروسة ثم 77 سفينة اخري من القناة ، وشارك في الاحتفال نحو ثمانية آلاف شخص ، وبدأت قناة السويس متعثرةً ، حيث لم تكن حركة الملاحة قوية ، وانخفضت اسهم الشركة ، وعرض الخديوي اسماعيل الأسهم التي تمتلكها مصر بالشركة للبيع بسبب ديونه الشخصية فاشترتها بريطانيا بأربعة ملايين جنيه ، فازداد تدخل بريطانيا في القناة وفي ثورة عرابي استخدم الإنجليز القناة وغدروا بحيادها واحتلت مصر عن طريق القناة في 20 أغسطس عام 1882م وظلت في مصر حوالي سبعين عاماً ، وأبرمت اتفاقية القسطنطينية في 29 اكتوبر عام 1882 م بين الدول الأوروبية لضمان حرية الملاحة في القناة وحيادها حياداً تاماً في وقت الحرب
تأميم قناة السويس
وقد عقد مؤتمر لندن في16 أغسطس من ممثلي اثنتين وعشرين دولة وتقدمت الولايات المتحدة بمشروعها الذي سمي مشروع الـ18 والذي افرز عددا من الاقتراحات فحواها تدويل الممر الملاحي المصري ورفع يد الحكومة المصرية عن تقرير أي أمر يتعلق بالملاحة أو السيادة عليها هذا ولم يحضر الرئيس المؤتمر برغم نيته فعل ذلك لأن ايدن في مؤتمر صحفي سبق المؤتمر المزمع عقده لمناقشة القضية قد امسك بورقة سوداء معلنا انه السجل الأسود للدكتاتور ناصر ويذكر أن الرئيس جمال عبد الناصر وخلال مؤتمر صحفي عندما سئل عما ينوي فعله بعد خروج المرشدين وتخليهم عن العمل في القناة قال' لقد أعطيت تعليماتي بتيسير حصولهم علي تأشيرات الخروج' وعندما اندهش الصحفيون من الرد غير المتوقع ولمزيد من الدهشة أضاف:' وأمرت الفرقة الموسيقية أن تعزف لهم عند رحيلهم حفظ الله الملكة'
قرار من رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقنال السويس البحرية( تصفيق وهتاف).
باسم الأمة.. باسم الأمة
رئيس الجمهورية..
مادة1: تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية, وينتقل الي الدولة جميع ما لها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات, وتحل جميع الهيئات واللجان القائمة حاليا علي ادارتها, ويعوض المساهمون وحملة حصص التأسيس عما يملكونه من أسهم وحصص بقيمتها, مقدرة بحسب سعر الاقفال السابق علي تاريخ العمل بهذا القانون في بورصة الأوراق المالية بباريس, ويتم دفع هذا التعويض بعد اتمام استلام الدولة لجميع أموال وممتلكات الشركة المؤممة.
افتتاح القناة مرة ثانية عقب عدوان عام 1967؟
بعد انتصار مصر عام 1973م وسيادتها علي أراضيها وعودة ارادتها وكرامتها ، بدأت علي الفور في تطهير القناة وتوسيعها للملاحة العالمية وفي يوم 5 يونيو عام 1975م ، تم الإفتتاح الثاني لقناة السويس حيث عادت تستقبل سفن العالم كله . وبدأت مرحلة تطوير ضخمة للقناة ، وتطور الغاطس الي 53 قدماً وارتفعت الحمولات لتكون 150 ألف طن ثم تطورت القناة الي 260 ألف طن وغاطس 67 قدماً ، واصبحت القناة قناتين وليست قناة واحدة
أهمية قناة السويس
فهناك أهمية لقناة السويس للعالم هي أنها شريان من أهم شرايين التجارة العالمية ، لأنها تربط أوروبا بالشرق الأقصي وبشرق أفريقيا وبجنوب شرق آسيا ، فتستطيع أن تربط إيطاليا بالهند في أيام وتتضاعف المدة إذا ما استخدم رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا ، كما أن البترول الذي ينتج في الخليج العربي يتجه مباشرة إلي مناطق الاستهلاك في أوروبا عبر قناة السويس ، فاذا ما أغلقت القناة سافر شهوراً عن طريق رأس الرجاء الصالح مما يحقق سعراً أعلي لمنتجات البترول في الدول الأوروبية أما القناة وأّهميتها في مصر ، فهي رمز من رموز مصر الحديثة ، والتي بذل الشعب المصري الغالي والرخيص والدم الذكي للدفاع عنها ... فالقناة تمثل لمصر كونها خط دفاع أول عن الدلتا وعن مصر بعد سيناء ، فهي الجزء الفاصل بين سيناء والدلتا ، كما أنها خط الدفاع في العصر الحديث الذي حدثت فيه كل معارك النصف الثاني من القرن العشرين ، فمعركة عام 1956 كانت حول قناة السويس ، ومعركة عام 1967 م كانت حول قناة السويس ومعركة عام 1973 م كانت حول قناة السويس ، فلقد ارتوت القناة بدماء شهدائنا دفاعاً عن بلدهم وترابهم الوطني القناة معبر إلي سيناء ، فإذا كانت سيناء هي الأرض البكر التي ستدر علي مصر الخيرات الكثيرة عند استكمال المشروع القومي لتنمية سيناء ، فإن قناة السويس هي المعبر إلي تلك التنمية المتكاملة لسيناء القناة توفر لمصر نحو أكثر من 1200 مليون دولار سنوياً كدخل صافي من رسوم مرور السفن والناقلات عبر القناة وهي بذلك تعتبر مورداً اقتصادياً هاماً يعطي القناة أهمية اقتصادية ، خاصة بعد إنشاء مناطق سياحية علي ضفاف القناة وإنشاء العديد من التجمعات السكانية شرقي وغربي القناة ، وتعمير الضفة الشرقية للقناة كجزء من بداية تعمير سيناء وإنشاء مدن جديدة بالضفة الشرقية للقناة مثل القنطرة شرق القناة حفرت بسواعد أجدادنا المصريين ، وشربت من دمائهم الذكية وحفرت علي أنقاض حياة الشهداء من أجدادنا المصريين ، وبذلك فهي رمز لقوة ووحدة المصريين في تاريخهم القديم والحديث مثلت القناة نقطة البدء في المعارك العسكرية التي نجحت في دحر العدوان الاسرائيلي عام 1973 م وبذلك تكون القناة وسيلة للعبور الي النصر والزهو والفخار . كانت قناة السويس رمزاً للحرية وعدم الاستغلال والخروج من قبضة الاستعمار ، فلقد أممها الشعب لتكون مصرية خالصة ولتكون بعيدة عن الاستغلال ، بعد أعوام استغلتها انجلترا لمصلحتها سواء في عام 1882 م لصد ثورة عرابي ، أو في عام 1956 ، للدفاع عن مصالحها الحيوية بالقناة ، وكذلك فتأميم القناة أخرج آخر جندي أجنبي من مصر وأدارت القناة الكوادر المصرية بامتياز مما جعل الإرادة المصرية والشعور المصري والتحدي المصري في أوجه قناة السويس مثلت البديل الوطني لوقف تمويل مشروع إنشاء رمز آخر من رموز مصر الوطنية في العصر الحديث وهو السد العالي ، فكان قرار التأميم رداً علي وقف تمويل إنشاء السد العالي ، وبالتالي فلقد لعبت القناة دوراً هاماً في تعزيز القدرة الاقتصادية والارادة السياسية للشعب المصري ، ولذلك فقناة السويس رمز من أهم رموز مصر والمصريين .
0 التعليقات:
إرسال تعليق